الشفة الأرنبية وشق سقف الحلق

 

الشفة الأرنبية وشق سقف الحلق

الشفة الأرنبية وشق سقف الحلق هي عيوب خلقية تحدث في وقت مبكر من الحمل. تحدث الشفة الأرنبية عندما لا تتشكل شفة الطفل أو فمه بشكل صحيح أثناء تكوّن الجنين في رحم الأم. يُطلق على هذه العيوب الخلقية اسم "الشقوق الفموية والوجهية"، والتي تعرف بالشفة الأرنبية نظرًا لتشابه شفاه الطفل المصاب بهذه الحالة بشفاه الأرنب.

شاهد شرح الدكتور خالد صلاح للشفة الأرنبية

ما هي الشفة الأرنبية؟

تتشكل الشفة بين الأسبوعين الرابع والسابع من الحمل. عندما ينمو الجنين أثناء الحمل في رحم الأم، تنمو أنسجة الجسم والخلايا الخاصة من جانبي الرأس باتجاه مركز الوجه وتلتحم معًا لتشكيل الوجه. يشكل هذا الالتحام بين الأنسجة ملامح وجه الجنين، مثل الشفاه والفم. تحدث الشفة الأرنبية عندما لا يلتصق جزئي النسيج الذي يكون الشفة بشكل تام قبل الولادة. ينتج عن هذا فتحة في الشفة العليا والمعروفة باسم الشفة الأرنبية. يمكن أن تكون الفتحة الموجودة في الشفة شقًا صغيرًا أو يمكن أن تكون فتحة كبيرة تمر عبر الشفة إلى الأنف.

 يمكن أن تكون الشفة الأرنبية على أحد جانبي الشفة أو كلاهما، وفي بعض الحالات النادرة، يكون الشف في منتصف الشفة. الأطفال الذين يعانون من الشفة الأرنبية هم أكثر عرضة لأن يصابوا بشق سقف الحلق.

 

ما هو شق سقف الحلق؟

يتكون سقف الفم بين الأسبوعين السادس والتاسع من الحمل. يحدث شق سقف إذا لم تلتحم الأنسجة التي يتكون منها سقف الفم معًا بشكل كامل أثناء الحمل. قد يكون الجزء الأمامي والخلفي من سقف الحلق مفتوحين أو كما يعرف طبيًا "السقف المشقوق كاملًا"، وقد يكون جزء فقط من سقف الحلق مفتوحًا وهو السقف المشقوق جزئيا أو اللحمي.

ماهي نسبة إصابة الأطفال بالشفة الأرنبية؟

يصاب طفل واحد بالشفة الأرنبية وشق سقف الحلق من بين كل 700 مولود. وتحتل المركز الرابع بين التشوهات الخلقية الأكثر شيوعًا. كما أثبتت الدراسات أن المواليد الذكور أكثر عرضة للإصابة بالشفة الأرنبية، بينما الإناث أكثر عرضة للإصابة بشق سقف الحلق.

ما هي الأسباب وراء الإصابة بالشفة الأرنبية؟

الأسباب الرئيسية للإصابة بالشفة الأرنبية وشق سقف الحلق بين الأطفال غير معروفة. ولكن بشكل عام، يُعتقد أن هذه التشوهات الخلقية تنتج عن مجموعة من الجينات والعوامل الأخرى التي تتعرض لها الأم أثناء فترة الحمل، مثل البيئة المحيطة  أو ما تأكله الأم أو تشربه ، أو بعض الأدوية التي تستخدمها أثناء الحمل. وعلى الرغم من عدم معرفة الأطباء والباحثين للأسباب الرئيسية وراء الشفة الأرنبية، إلا أن هناك بعض العوامل التي أثبتت الدراسات قدرتها على زيادة فرص إصابة الأجنة بهذا العيب الخلقي وغيره من العيوب الخلقية الأخرى، وهي:-

  • التدخين: النساء المدخنات أو اللاتي يتعرضن للتدخين السلبي بكثافة أثناء الحمل أكثر عرضة لإنجاب طفل مصاب بشق في الفم والوجه مقارنة بالنساء غير المدخنات.
  • داء السكري: النساء المصابات بداء السكري اللواتي تم تشخيصهن قبل الحمل( وليس سكري الحمل) لديهن مخاطر متزايدة لولادة طفل مصاب بشفة أرنبية مع أو بدون سقف حلق، مقارنة بالنساء اللواتي لم يكن مصابات بداء السكري.
  • استخدام بعض الأدوية: النساء اللواتي يستخدمن أدوية معينة لعلاج الصرع، مثل توبيراميت أو حمض الفالبرويك، خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل لديهن مخاطر متزايدة لولادة طفل مصاب بشفة مشقوقة مع أو بدون سقف الحلق المشقوق.
  • الكحوليات: النساء اللواتي يتناولن المشروبات الكحولية أثناء الحمل أكثر عرضة لولادة طفل مصاب بعيوب خلقية من بينها الشفة الأرنبية.
  • البيئة المحيطة: تعرض المرأة الحامل لبيئة ملوثة بالمواد الكيميائية أو أبخرتها يزيد نسبة إصابة الجنين بالشفة الأرنبية.
  • التغذية غير السليمة: تؤثر التغذية بشكل عام على صحة الأم والجنين، لذلك عدم حصول الأم الحامل على التغذية السليمة يزيد من فرص ولادتها طفل بعيوب خلقية.

كيف يتم تشخيص الطفل المصاب؟

يمكن تشخيص الشقوق في الفم والوجه، مثل الشفة الأرنبية وسقف الحلق المشقوق أثناء الحمل عن طريق الموجات فوق الصوتية الروتينية. يمكن أيضًا أن لا يم تشخيصها إلا بعد ولادة الطفل، وخاصة سقف الحلق المشقوق. في بعض الأحيان، قد لا يتم تشخيص أنواع معينة من سقف الحلق المشقوق (مثل سقف الحلق المشقوق تحت المخاطية واللهاة المشقوقة) إلا في وقت لاحق من الحياة.

ما هي عوامل خطر الإصابة بالشفة الأرنبية؟

قد تؤدي الشفة إلى عدة مشاكل صحية الأرنبية ما لم يتم علاجها. حيث أن الطفل المصاب بالشفة الأرنبية قد يعاني من مشاكل في التغذية، التهابات الأذن، فقدان السمع، مشاكل متعلقة بصحة الفم والأسنان، مشاكل في الكلام، وحتى مشكلات نفسية تؤثر على التفاعل الاجتماعي. لذلك من المهم إجراء الجراحة التصحيحية للشفة الأرنبية في سن مبكر.

كيف يتم علاج الأطفال المصابين بالشفة الأرنبية؟

يخضع معظم الأطفال الذين يعانون من الشفة الأرنبية لعملية جراحية تسمى تجميل الشفة (cheiloplasty) في سن 6 أشهر أو عند بلوغ الطفل لوزن 10 كيلوغرام. تهدف الجراحة إلى إغلاق الشق الموجود في الشفة العليا، وتحسين مظهر الشفاه والأنف وجعلها طبيعية قدر الأمكان. ولكن يمكن أن تختلف طرع علاج الأطفال الذين يعانون من الشقوق الفموية والوجهية تبعًا لشدة الشق، عمر الطفل وحالته الصحية؛ بالإضافة إلى وجود متلازمات مصاحبة أو عيوب خلقية أخرى.

 تتم جراحة الشفة الأرنبية تحت التخدر العام، ويفضل أن تتم في الأشهر القليلة الأولى من عمر المولود ويوصى بإتمام الجراحة خلال السنة الأولى بعد الولادة. أما جراحة سقف الحلق المشقوق فيوصى بإجرائها خلال السنة ونصف الأولى بعد الولادة أو قبل ذلك إن أمكن .

 

 سيحتاج العديد من الأطفال إلى إجراءات جراحية إضافية مع تقدمهم في السن. تحسن العملية الجراحية مظهر وجه الطفل، كما تحسن أيضًا التنفس والسمع والكلام وتطور اللغة. قد يحتاج الأطفال المولودين بشقوق في الفم والوجه إلى أنواع أخرى من العلاجات والخدمات، مثل العناية بالفم أو تقويم الأسنان أو علاج النطق.

هل يعاني الطفل المصاب بالشفة الأرنبية مستقبلًأ؟

يتم علاج معظم الأطفال الذين يعانون من شقوق الفم والوجه بنجاح، ويستعيدون حياتهم الطبيعية ويستمتعون بصحة جيدة. ولكن قد يعاني بعض الأطفال المصابين بشقوق في الفم والوجه من مشاكل نفسية بسبب الاختلاف بينهم وبين الأطفال الآخرين. في هذه الحالة سيحتاج الطفل رعاية ودعم مكثف من الأبوين، إلى جانب العناية المتخصصة ومجموعات الدعم النفسي.

يفضل الاستعانة بطبيب من ذوي الخبرة في علاج الأطفال الذين يعانون من الشفة الأرنبية وشق سقف الحلق، وذلك لكي يقوم بوضع خطة علاج مصممة خصيصًا لاحتياجات طفلك لتجنب أي مشكلات مستقبلية.


احجز موعدك الآن من الدكتور/ خالد صلاح استشاري جراحة الأطفال


Tags:

الشفة الأرنبية
جراحة الشفة الأرنبية
سقف المحلق المشوق
العيوب الخلقية



شارك المقال:


(0)تعليقات

اترك تعليقك

لن يتم نشر عنوان رقم الموبايل. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *