يحدث الإحليل السفلي في فترة نمو الطفل في رحم الأم. أثناء نمو الجنين، لا ينغلق النسيج الذي يشكل الإحليل والموجود على الجانب السفلي من القضيب بشكل تام، مما يؤدي إلى الإحليل السفلي. إضافة إلى ذلك، أن في كثير من الحالات، لا تنمو القلفة بشكل صحيح ( القلفة هي ثنايا الجلد التي تغطي طرف القضيب أو الحشفة)، مما يؤدي إلى ظهور قلفة إضافية على الجانب العلوي من القضيب.
تظهر حالة الإحليل السفلي عند الولادة، وهي حالة شائعة عند حديثي الولادة من الذكور، وتصيب حوالي 1 من كل 200 ولد. في حين أن الأشكال الخفيفة جدًا من الإحليل السفلي قد لا تؤثر على الوظيفة البولية أو التناسلية، إلا أن معظم الأولاد المصابين بهذه الحالة يحتاجون إلى جراحة.
لا يسبب الإحليل السفلي ألمًا جسديًا أو يمنع التبول، ولكن إذا تُرك دون علاج، فإن الأطفال الذين يعانون من حالات شديدة، يمكن أن يسبب لهم مشاكل مع الاتصال الجنسي بعد البلوغ، أو مشاكل في القدرة على تخصيب المرأة.
تختلف حالة الأطفال المولودين بحالة الإحليل السفلي من حيث الشدة والعلاج. حيث إن فتحة مجرى البول يمكن أن توجد في أي نقطة على طول الجانب السفلي للقضيب. موقع فتحة مجرى البول هو ما يحدد مدى شدة الحالة.
الإحليل السفلي الأمامي أو البعيد: في هذه الحالة تقع فتحة مجرى البول بالقرب من طرف القضيب. وهذه هي أخف حالات الإحليل السفلي، وتحدث في حوالي 50 بالمائة من الحالات المصابة.
الإحليل السفلي الأوسط: هذا يعني أن الفتحة تقع في منتصف القضيب وتمثل حالات الإحليل السفلي الأوسط حوالي 30 بالمائة من الحالات المصابة.
الإحليل السفلي الخلفي أو القريب: وهي من أشد حالات الإصابة بالإحليل السفلي، حيث تظهر فتحة مجرى البول في كيس الصفن (الكيس الذي يحوي الخصيتين) أو العجان (المنطقة الواقعة بين الكيس الصفن وفتحة الفرج)، وتصيب هذه الحالة حوالي 20 بالمائة من الحالات.
نادرًا ما يمكن اكتشاف إصابة الجنين بالإحلیل السفلي أثناء وجوده في الرحم من خلال الموجات فوق الصوتية، لذلك عادة ما يقوم الأطباء بتشخيصها بعد ولادة الطفل مباشرة، أثناء الفحص الأولي للطفل. نظرًا لأنه يمكن لبعض الأطباء التغاضي عن بعض حالات الإحليل السفلي البسيطة جدًا، يجب عليك الاتصال بالطبيب إذا لاحظت أن فتحة مجرى البول لدى الطفل ليست عند طرف القضيب، أو أن قضيب الطفل ينحني لأسفل، أو أن القلفة لم تكتمل بعد. عند تشخيص الإحليل السفلي، ينبغي أن يقوم طبيب الأطفال بتحويل الطفل إلى جراح المسالك البولية للأطفال.
الجراحة هي الوسيلة الأفضل والوحيدة لعلاج جميع حالات الإحليل السفلي باستثناء الحالات البسيطة جدًا.
يمكن لجراح المسالك البولية أو جراح الأطفال إجراء هذا الإجراء. من الأفضل أن تتم العملية عندما يكون عمر الطفل بين 6 و 12 شهرًا. على الرغم من أن التقنية قد تختلف اعتمادًا على حالة الطفل الفردية، فإن أهداف الجراحة عادة ما تكون واحدة، وهي:-
الهدف من العملية الجراحية هو تصحيح وضع القضيب من حيث الوظيفة والمظهر الطبيعي مع تحريك فتحة مجرى البول أقرب ما يمكن إلى الطرف البطني للقضيب. يجب أن ينتج عن التصحيح الجراحي تدفق مجرى بولي موجه بشكل صحيح وقضيب مستقيم عند الانتصاب.
يستخدم الأطباء عادة الجلد من القلفة أو في أي مكان آخر من الجسم لإغلاق الفتحة الموجودة في الطرف السفلي للقضي. من المحتمل ألا يقوم الطبيب بختان الطفل المصاب بالإحليل السفلي لهذا الغرض.
عادةً ما تستغرق جراحة الإحليل السفلي من ساعة إلى ساعتين وتحدث تحت تأثير التخدير العام. ما لم تكن حالة الإحليل السفلي شديدة، سيكمل الجراح العملية في مرحلة واحدة. ومع ذلك، فإن بعض الحالات النادرة، قد تتطلب أن تتم العملية على مرحلتين نظرًا لتعقيد الحالة. قد يعود الطفل إلى المنزل بعد الجراحة في ذات اليوم أو قد يطلب الدكتور بقاءه في المستشفى لليلة واحدة وفقًا لحالة الطفل الصحية.
جراحة الإحليل السفلي ناجحة للغاية. كما أنها يمكن للبالغين الذين يعانون من هذه المشكلة ولم يتم علاجهم في سن مبكر، إجراء العملية بعد البلوغ ولكنها أكثر صعوبة وليست شائعة.
إن مستقبل للرضع الذين خضعوا لهذه العملية مشرقًا للغاية، ففي معظم الحالات، يتعافون تمامًا ويتمتعون بقضيب طبيعي المظهر ويعمل بشكل طبيعي في غضون ستة أشهر تقريبًا.
جراحة الإحليل السفلي
ما هو الإحليل السفلي
فتحة البول عند الأطفال